الفلسفات السياسية وراء إنتصار أمريكا فى الشرق الأوسط:
أربع فلسفات، إن شئت قلت رؤى وأفكار، كانت نبراس سياسة أمريكا الخارجية، كرد فعل لحرب أكتوير، عملت جاهدة لتحقيقها وقد كان.
الأولى: "هنرى كيسنجر Henry Kissinger"، وزير الخارجية اليهودى السابق فى إثر حرب أكتوبر، عندما كان يعمل مكوكا أو رسول السلام بين مصر وإسرائيل فى إتفاقية السلام المعروفة. قال فى المستقبل: "الخوف كل الخوف من الرومانسية العربية"، السحر الذى يعتبره العنصر الأساسى فى إنتصار العرب الذى فاق كل التوقعات الحسابية. لقد كان وإختفت من وجدان ومشاعر وأفئدة شعوب المنطقة، القصة تطول. المنظور هو "الرومانسية العربية"، وليس الرومانسية بمعناها الدارج فى المشاعر الفردية كالحب، والتى لا تختلف كثيرا بين الأجناس، إنما فى فكره هى رومانسية تنبنى على كون الشعوب العربية عرب لا عجم. المؤشر واضح لا لبس فيه أن المقصود هو العرب.

الثانية: "كونداليسا رايزCondoleezza Rice"، وزيرة الخارجية السابقة، قالت بميدأ "الفوضى الخلاقة"، وقد كان فى معظم دول الشرق الأوسط. البلاغة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن مع داعش وفوضى النزاعات المسلحة. فى مصر والمغرب وتونس وفلسطين والسودان، فوضى سلمية. و"الخلاقة" أختلف على تفسيرها لكنها فى صميمها خلاقة لشروط النزاعات المدمرة. المؤشر مضغم، والمعنى فى بطن الشاعر، لكنك لو إستطلعت المسرح السياسى الدولى لا تجد فى بؤرة إهتمام السياسة الأمريكية الخارجية سوى إسرائيل والشرق الأوسط، ولا تجد منطقة فى العالم يمكن تطبيق الفوضى الخلاقة فيها مثل الشرق الأوسط والبلاد العربية، حيث النظم السياسية الهشة بلا ديمقراطية، فكان التوجه إلى الدول العربية تحديدا لصالح إسرائيل.

الثالثة: فلسفة "ما-بعد-الحداثة Post-Modernism" التى تنتصر للأقليات، طبقها بوش وألب الشيعة كأقلية فى العراق على السنة كأغلبية، وهو السيناريو الذى يجاهد فى سبيله الإرهابيون وداعش لتأجيج أوار الحرب فى الشرق الأوسط. لكنها فشلت فى تصعيد العداء بين الأقباط كأقلية والمسلمين فى مصر. المؤشر مثل سابقه، أطلقت فى عنان السماء بعد "ديريدا Derrida" وأشياعه، لا تجد مهبطا فى التطبيق إلا الشرق الأوسط، ما يقره الواقع المعاش. قال فقهاء الفلاسفة أنها فلسفة إستعمارية، كفاها صفة كمؤشر وكأنها فبركت خصيصا للمنطقة العربية وفى قلبها إسرائيل.
الرابعة والأهم: تنظير "فوكوياما Francis Fukuyama" ومقالاته عن نهاية التاريخ، إعتبر فيها الإسلام هو العدو القادم بعد إنكسار الشيوعية. العداء المقصود هو النمط الإستهلاكى للمجتمعات المسلمة، والذى يعزو جله إلى المعتقد الدينى، فكان إعلان الحرب الأصلى على الإسلام. أوباما وجد الأداة لتحقيق ذلك فى الإخوان المسلمين والإرهاب. كرجل سياسة أمريكى فالمؤشر واضح تجاه الدول الإسلامية وفى باطنه إسرائيل. المسرح السياسى فى الشرق الأوسط يشهد على ذلك. ببصمات العشر أصابع، تحولت دول المنطقة قاطبة إلى النمط الإستهلاكى الغربى، يعزز السياسات الإستعمارية والهدمية ومتوجا ما سبق من فلسفات ورؤى سياسية.
القصة تطول بطلها الإعلام العربى فى كل الحالات. هنيئا لأمريكا الإنتصار الكبير، وفى الإبتلاء لله الأمر من قبل ومن بعد.
صلى على خاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم:
* إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا *
صدق الله العظيم
من المتسبب فى أزمة القمح فى مصر؟
1) الذى تسبب فى أزمة إستيراد القمح من روسيا هى السياسة الإستيرادية ومواصفات تمنع فيروس الأرجوت، متخيلين أن هناك دول تنتج قمح بالفيروس خصيصا لمصر.
2) ومن المتسبب فى الإستيراد أصلا رغم أن مصر كانت دائما مصدرة للقمح وحتى حكم مبارك؟ السياسة الزراعية للسيد الوزير وحكومته.
3) ومن الذى عين السيد الوزير؟ الرئيس السيسى.
4) الإستيراد يعود إلى ما قبل الثورتين، فمن الذى عين السيد الوزير قبله الذى تسبب فى الإستيراد؟ الرئيس مبارك الذى عين يوسف والى.
5) ولماذا يوسف والى بالذات؟ إتفاقية كامب دافيد لأنه يهودى الجد، عميل صهيونى.
6) ولماذا كانت إتفاقية كامب ديفيد؟ حرب أكتوبر.
*** الإستنتاج: سبب على مسبب، فكل أزمات الشرق الأوسط اليوم مردها إلى حرب أكتوير إنتقاما.
فليتحمل المصريون والعرب وزر إنتصارهم وتحطيم خط بارليف. أن يحكمهم الموساد والمخابرات الأمريكية والبريطانية، تحت ستائر مختلفة الألوان، من بينها الإخوان الماسون وفيهم السيسى وبن كيران ومشعل والبشير والبغدادى...الخ.
من يتوهم أن الحرب مع إسرائيل قد إنتهت فهو فى ضلال مبين. حرب بدأت فى عام 1917 ووعد بلفور، ولم تضع أوزارها بعد.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
صلى على أشرف الخلق، صلى الله عليه وسلم.
-------------------------------------------
(3)
الحرباية تتلون بالعلمانية

فى مناسبة السادس من أكتوبر 2016، إختطب الوغد الإخوانى وزير الدفاع بخطاب واثق الخطى بعد أن إستولوا على أقوى الجيوش فى المنطقة. أهم ما فيه بعد الكلمات البراقة والعبارات الرنانة، أنهم (الخونة الماسون) لا عهد لهم ولا ذمة، ميكيافيلية كنيسية، يتلونون مثل "الحرباية" حسب البيئة، التى هى فى عرفهم الظروف وشرائط اللحظة السياسية. فبعد إن إنكشف عوار التخفى تحت راية الدين، تلونوا بلون الوطنية، وعندما لم ترق هذه الأوساط الثقافية، الآن يتحولون إلى العلمانية فقال الوغد: "الدين لله والوطن للجميع"، تغيرحدى فى لون الراية التى يتخفون تحتها بزاوية 180 درجة. وهكذا تنحى الدين عن تكتيكاتهم حيث أصبحت تجارة خاسرة بعد إن إنكشف أمرهم مع ثورة 30 يناير التى أطاحت بحكم الإخوان. نفس النبرة التى يتبعها "بنكيران" فى المغرب حيث إختطب فى الناس فقال ما معناه أن الخطاب الدينى محله الجامع، وليس فى مخططهم إرغام المرآة على لبس الحجاب، فتلك بضاعة خاسرة، تنحيهم عن الحكم. سواء رفعوا لواء الدين أو العلمانية فهم أعداء الإسلام، يشوهونه ويتاجرون به فى الأولى، وفى الثانية وضعه على الرف وتنحيته عن أن يكون مصدرا للتشريع، حسب الدستور.
الهدف من الإحتماء بالعلمانية نفى علاقتهم بالإخوان المتأسلمين، بمعنى أدق إثبات العداء معهم، لأن أولئك يتهمون العلمانيين بالكفر، وقد نبذهم الشعب فى ثورة 30 يونيو، ثم جاء هؤلاء ليدعوا أنهم سيقضون على الإخوان، فقبلهم الشعب وبات للسيسى شعبية جارفة. لكن الزبيبة على الجباه تكذبهم فى أباطيلهم. ويكذبهم أكثر أفعالهم التى هى بمثابة فرقعات فساد سلمية يصل ضجيجها ومفعولها إلى كل بيت.
(2)
هنيئا للإخوان مصر والنصر
الطحالب والديدان والميكروبات تعتلى قمة المستنقع الذى شيدوه لأنفسهم، وتتفقد قوات العرض العسكرى فى إحتفالات القوات المسلحة بعيد 6 أكتوبر 2016. فهنيئا للخونة الماسون (الإخوان المسلمون فى المجاز الإعلامى) النصر الذى حققوه بحكم مصر ليقع فى أيديهم وتحت قيادتهم أقوى الجيوش فى الشرق الأوسط لحماية حكمهم.
فكما إدعى اليهود أنهم هم الذين بنوا الأهرامات الفرعونية، إدعى هؤلاء من مشرب واحد أنهم أصحاب ومفجروا ثورة يناير 2011 فى مصر. هنا أيضا هم الذين صنعوا نصر أكتوبر، والبشير هو الذى حطم خط بارليف وهو صاحب العبور. فهنيئا لهم النصر المزيف، حيث لا تغبطهم سعادة تعلو الوجوه كما فى الصورة، سوى نزوات النصب والإحتيال والتزييف وبالطبع السرقات، سرقة ثورتين، ثورتى 11 يناير و30 يونيو، ثم آن الأوان ليستديروا على حرب أكتوبر.
قال تعالى:
* وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *
صدق الله العظيم
------------------------
(1)
رفاق الكفاح فى النصب والإحتيال
السيسى يمنح البشير رفيق الكفاح، نيشان التجارة بالدين والنصب والإحتيال والتجسس فى مناسبة 6 أكتوبر 2016، حيث أنه الذى أجرى حرب الإستنزاف وهو الذى عبر القناة فى حرب العاشر من رمضان. أما باقى أفراد الجيش المصرى وأبطاله، شهداءا وقادة ومقاتلون، والجيوش العربية التى شاركت، فلا تستحق النيشان لانهم "كومبارس" الحرب.
وربما غدا - والله أعلم - يمنح السيسى نيشان التمويه لرفيق الكفاح ترامب، الرئيس الأمريكى المرتقب، تقديرا لجهوده فى تمويل الجيش المصرى بماكينات الحظ يقامرون بها على شاطئ القناة الغربى قبيل حرب أكتوبر، تمويها للعدو الإسرائيلى.
وهكذا يزيفون التاريخ والحقد يملأ قلوبهم والإنتقام نصب أعينهم.
قال تعالى:
* لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *
صدق الله العظيم